فصل: سؤال: ما المراد بقوله: {وَلِكُلٍّ}؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فوائد لغوية وإعرابية:

.قال ابن عادل:

قوله تعالى: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} فيه ثلاثة أوجه:
أظهرها: أنه مبتدأ وخبره الجار والمجرور بعده، وفي الألف واللام حينئذ وجهان:
أحدهما: أن تكون للعهد، والإشارة إلى الحق الذي عليه الرسول عليه السلام أو إلى الحق الذي في قوله: {يَكْتُمُونَ الْحَقَّ} أي: هذا الذي يكتمونه هو الحق من ربك، وأن تكون للجنس على معنى الحق من الله لا من غيره.
الثاني: أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هو الحق من ربك، والضمير يعود على الحق المكتوم أي: ما كتموه هو الحق.
الثالث: أنه مبتدأ والخبر محذوف تقديره: الحق من ربك يعرفونه، والجار والمجرور على هَذَين القولين في محلّ نصب على الحال من {الحَقّ}، ويجوز أن يكون خبرًا بعد خبر في الوجه الثاني. اهـ.

.بصيرة في الحق:

أَصل الحَقّ المطابقةُ والموافقة، كمطابقة رِجْل الباب في حُقِّه لدَوَرانه على الاستقامة.
والحَقّ يقال على أَربعة أَوجه:
الأَوّل: يقال لموجِد الشيء بحسب ما تقتضيه الحكمة. ولذلك قيل في الله تعالى: هو الحقّ.
الثَّانى: يقال للموجَد بحسب ما تقتضيه الحكمة. ولذلك يقال: فِعْل الله تعالى كلُّه حَقّ؛ نحو قولنا: الموت حقّ، والبعث حقّ {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا} إِلى قوله: {مَا خَلَقَ اللَّهُ ذلك إِلاَّ بِالْحَقِّ}.
الثالث: الاعتقاد في الشيء المطابِقُ لما عليه ذلك الشيء في نفسه؛ كقولنا: اعتقاد فلان في البعث والثواب والعقاب والجنّة والنَّار حق.
الرّابع: للفعل والقول الواقع بحسب ما يجب، وبقدر ما يجب، وفي الوقت الذي يجب، كقولنا: فعلك حق، وقولك حق. وقوله تعالى: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ} يصح أَن يكون المراد به الله تعالى، ويصحّ أَن يراد به الحُكْم الذي هو بحسب مقتضى الحكمة. ويقال: أَحققت كذا أَى أَثبتُّه حقَّا، أَو حكمت بكونه حقًّا. وقوله تعالى: {لِيُحِقَّ الْحَقَّ} فإِحقاقُ الحقّ على ضربين: أَحدهما بإِظهار الأَدِلَّة والآيات، كما قال: {وَأُوْلَائِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا} أَى حجّةً قويّة. والثَّانى بإِكمال الشريعة وبَثِّها، كقوله تعالى: {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}. اهـ.
سؤال: فإن قلت: النبي صلى الله عليه وسلم لم يمتر ولم يشك فما معنى هذا النهي؟.
الجواب: قلت: هذا خطاب وإن كان للنبي صلى الله عليه وسلم ولكن المراد غيره والمعنى فلا تشكوا أنتم أيها المؤمنون وقد تقدم نظير هذا. اهـ.

.قال ابن عادل:

في {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ}: ستة أوجه:
ظهرها: أنه مرفوع بالابتداء، والخبر قوله: {يعرفونه}.
الثاني: أنه خبر مبتدأ محذوف أي: هم الذين آتيناهم.
الثالث: النصب بإضمار أعني.
الرابع: الجر على البدل من {الظَّالمين}.
الخامس: على الصفة للظالمين.
السادس: النصب على البدل من {الَّذين أوتوا الكتاب} في الآية قبلها.
قوله تعالى: {يَعْرِفُونَهُ} فيه وجهان:
أحدهما: أنه خبر {الذين آتيناهم} كما تقدم في أحد الأوجه المذكورة في {الَّذِينَ آتيناهم}.
الثاني: أنه نصب على الحال على بقية الأقوال المذكورة.
وفي صاحب الحال وجهان:
أحدهما: المفعول الأول ل {آتيناهم}.
والثاني: المفعول الثاني وهو الكتاب؛ لأن في {يعرفونه} ضميرين يعودان عليهما، والضمير في {يعرفونه} فيه أقوال:
أحدها: أنه يعود على {الحق} الذي هو التحول، وهو قول ابن عباس- رضي الله عنهما- وقتادة والربيع وابن زيد.
الثاني: على النبي صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم وبجل وعظّم؛ أي: يعرفونه معرفة جليّة كما يعرفون أبناءهم لا تشتبه أبناؤهم وأبناء غيرهم.
قوله: {كَمَا يَعْرِفُونَ} الكاف في محل نصب إما على كونها نَعْتًا لمصدر محذوف أي: معرفة كائنة مثل معرفتهم أبناءهم، أو في موضع نصب على الحال من ضمير ذلك المصدر المعرفة المحذوف، التقدير: يعرفونه معرفة مُمَاثلة لعرفانهم، وهذا مذهب سيبويه وتقدم تحقيق هذا.
وما مصدرية لأنه ينسبك منها ومما بعدها مصدر كما تقدم تحقيقه.
قوله تعالى: {وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الحق وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 146].
قوله تعالى: {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} جملة اسمية في محلّ نصب على الحال من فاعل يكتمون، والأقرب فيها أن تكون حالًا مؤكدة؛ لأن لفظ يَكْتُمون الحَقّ يدل على علمه، إذ الكتم إخفاء ما يعلم وقيل: متعلق العلم هو ما على الكاتم من العقاب، أي: وهم يعلمون العقاب المرتب على كاتم الحق، فتكون إذ ذاك حالًا مبينة، وهذا ظاهر في أن كفرهم كان عِنَادًا، ومثله: {وَجَحَدُواْ بِهَا واستيقنتها أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} [النمل: 14].
قوله تعالى: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} فيه ثلاثة أوجه:
أظهرها: أنه مبتدأ وخبره الجار والمجرور بعده، وفي الألف واللام حينئذ وجهان:
أحدهما: أن تكون للعهد، والإشارة إلى الحق الذي عليه الرسول عليه السلام أو إلى الحق الذي في قوله: {يَكْتُمُونَ الْحَقَّ} أي: هذا الذي يكتمونه هو الحق من ربك، وأن تكون للجنس على معنى الحق من الله لا من غيره.
الثاني: أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هو الحق من ربك، والضمير يعود على الحق المكتوم أي: ما كتموه هو الحق.
الثالث: أنه مبتدأ والخبر محذوف تقديره: الحق من ربك يعرفونه، والجار والمجرور على هَذَين القولين في محلّ نصب على الحال من {الحَقّ}، ويجوز أن يكون خبرًا بعد خبر في الوجه الثاني.
وقرأ علي بن أبي طالب: نصبًا، وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه منصوب على البدل من الحق المكتوم، قاله الزمخشري.
الثاني: أن يكون منصوبًا بإضمار الذم، ويدل عليه الخطاب بعده في قوله: {فلاَ تَكُونَنَّ}.
الثالث: أنه يكون منصوبًا بيعلمون قبله، وذكر هذين الوجهين ابن عطية، وعلى هذا الوجه الأخير يكون مما وقع فيه الظاهر موضع المضمر، أي: وهم يعلمونه كائنًا من ربك، وذلك سائغ حسن في أماكن التفخيم والتهويل نحو: الخفيف:
لاَ أَرَى الْمَوْتَ يَسْبِقُ المَوْتَ شَيءٌ

والنهي عن الكون على صفة أبلغ من النهي عن نفس الصفة، فلذلك جاء التنزيل عليه: نحو {فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الممترين} {فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الجاهلين} [الأنعام: 35] دُونَ: لا تمتر ولا تجهل ونحوه وتقرير ذلك أن قوله: لا تكن ظالمًا نهي عن الكون بهذه الصفة، والنهي عن الكون على صفة أبلغ من النهي عن تلك الصفة؛ إذ النهي عن الكون على صفة يدلّ على عموم الأكوان المستقبلة عن تلك الصفة، والمعنى لا تظلم في كل أكوانك، أي: في كل فرد فرد من أكوانك فلا يمرّ بك وقت يوجد منك فيه ظلم، فيصير كأن فيه نصًا على سائر الأكوان، بخلاف: لا تظلم، فإنه يستلزم الأكوان، وفرق بين ما يدلّ دلالة بالنص وبين ما يدل دلالة بالاستلزام والامتراء: افتعال من المِرْيَة وهي الشك، ومنه المراء.
قال: الطويل:
فَإِيَّاكَ إِيَّاكَ الْمِرَاءَ فَإِنَّهُ ** إِلَى الشَّرِّ دَعَّاءٌ وَلِلشَّرِّ جَالِبُ

وماريته: جادلته وشاكلته فيما يدعيه، وافتعل فيه بمعنى تفاعل، يقال: تماروا في كذا، وامتروا فيه نحو: تجاوروا، واجتوروا.
وقال الراغب: المِرْيَة: التردّد في الأمر، وهي أخَصُّ من الشَّك، والامتراء والمماراة المُحاجَّةُ فيما فيه مِرْية، وأصله من مَرَيْتُ النَّاقة إذا مَسحتَ ضَرْعَها للحَلْب.
ففرق بين المِرْية والشَّك كما ترى، وهذا كما تقدم له الفرق بين الرّيب والشَّك، وانشد الطبري قول الأعشى: الطويل:
تَدُرُّ عَلى أَسْؤُقِ المُمْتَرِي ** نَ رَكَضًا إِذَا مَا السَّرَابُ ارْجَحَنْ

شاهدًا على أن الممترين الشاكون.
قال: ووهم في ذلك؛ لأن أبا عبيدة وغيره قالوا: الممترون في البيت هم الذين يمرُّون الخيل بأرجلهم هَمْزًا لتجري كأنهم يَتَحلبون الجري منها. اهـ. باختصار.

.فوائد بلاغية:

قال في صفوة التفاسير:
البلاغة:
1- وضع اسم الموصول موضوع الضمير في قوله: {أوتوا الكتاب} للإيذان بكمال سوء حالهم من العناد.
2- {ولئن اتبعت أهواءهم} هذا من باب التهييج والإلهاب للثبات على الحق.
3- {وما أنت بتابع قبلتهم} هذه الجملة أبلغ في النفي من قوله: {ما تبعوا قبلتك}.
لأنها جملة اسمية أولا، ولتأكيد نفيها بالباء ثانيا، والتأكيد دال على أهمية الأمر، وعظم الخطب.
4- {كما يعرفون أبناءهم} فيه تشبيه مرسل مفصل أي يعرفون محمدا معرفة واضحة كمعرفة أبناءهم الذين من أصلابهم. اهـ.

.تفسير الآية رقم (148):

قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما بين أن أحدًا من هؤلاء الفرق لا يتبع قبلة الآخر وتضمن ذلك أن لكل منهم قبلة وقرر أن ذلك من أهل الكتاب على وجه العناد أثبت ما تضمنه الكلام السابق على وجه أعم منه وسبب عنه النتيجة فقال تعالى: {ولكل} أي لكل فريق من المذكورين وغيرهم {وجهة} أي مقصد يقصده ويوجه وجهه إليه ويقبل بقلبه عليه من القبلة للصلاة وغيرها من جميع المقاصد {هو موليها} إن كسر اللام كان المعنى هو متوليها أي فاعل التولي أي مائل إليها بوجهه لأن المادة تدور بكل ترتيب على الميل كما يأتي إن شاء الله تعالى في آخر الأنفال، فيكون وليّ بمعنى تولّى كقدم بمعنى تقدم، ومن المعلوم الفرق بين تولاه وتولى عنه، وإن فتح فالمعنى: هو ممال إليها.
قال الحرالي: وفي قراءة موليها- بالكسر- إشعار باختلاف جبلات أهل الملل وإقامة كل طائفة منهم بما جبلت عليه، وفي قراءة {مولاها} إظهار حقيقة ذلك وأنه ليس ذلك منهم بل بما أقامهم فيه المولى لهم حيث شاء، وأبهم فيه المولى لما كان في طوائف منهم حظ هوى، وهو من التولية وهو ما يجعل مما يلي الجسد، أو القصد أي يكون ميالًا بين يديه ملاصقًا له. انتهى.
ولما كان فعلهم هذا إنما هو لأجل تزكية النفس وخلاصها وكان ذلك لا يحصل إلا بفعل الخير واجتناب الشر سبب عنه قوله: {فاستبقوا الخيرات} أي فاجعلوا أنتم مقصدكم أنواع الخير من القبلة وغيرها وتسابقوا في قصدكم إليها، أي كانوا في المبادرة إلى أفعال الخير كمن يسابق خصمًا فهو يجتهد في سبقه، فإن الاستباق تكلف السبق والسبق بروز أحد المتحاربين، ثم حثهم على ذلك وحذرهم من تركه بقوله على وجه التعليل: {أين ما تكونوا} أي من الجهات التي استبقتم إليها الحسية والمعنوية {يأت بكم الله} أي الملك الأعظم {جميعًا} منها إليه في يوم البعث، ثم علل هذه العلة بقوله: {إن الله} أي الذي له الأمر كله {على كل شيء قدير} وفي ذكر البعث هنا معادلة بين القبلتين: قبلة أهل الفضل الأمة الوسط التي جعلت محل الأمن، والقبلة الأولى، قال الحرالي: من حيث يرد الخلق في البعث إلى موطن القبلة السابقة من أرض الشام، فيكون موطن الحق والعدل أولى القبلتين بذلك، لأن أعلى القبلتين موطن أمنة من حيث إن من دخله كان آمنًا، فكان المحشر إلى قبلتهم الأولى التي هي بداية الأمر ليطابق الآخر من القبلتين الأولى من حيث كان الآخر في الدنيا للفضل والأول في الآخر للعدل ومن الدعوتين من حيث كانت الدعوة الأولى في الأول حكمًا وعلمًا والإتيان الآخر في العقبى قهرًا وملكًا. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.سؤال: ما المراد بقوله: {وَلِكُلٍّ}؟

الجواب: اعلم أنهم اختلفوا في المراد بقوله: {وَلِكُلٍّ} وفيه مسألتان:

.المسألة الأولى: في قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ}:

إنما قال: {وَلِكُلّ} ولم يقل لكل قوم أو أمة لأنه معروف المعنى عندهم فلم يضر حذف المضاف إليه وهو كثير في كلامهم كقوله: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً ومنهاجا} [المائدة: 48].

.المسألة الثانية: الأوجه المذكورة فيه:

ذكروا فيه أربعة أوجه:
أحدها: أنه يتناول جميع الفرق، أعني المسلمين واليهود والنصارى والمشركين، وهو قول الاصم، قال: لأن في المشركين من كان يعبد الأصنام ويتقرب بذلك إلى الله تعالى كما حكى الله تعالى عنهم في قوله: {هَؤُلاء شفعاؤنا عِندَ الله} [يونس: 18].
وثانيها: وهو قول أكثر علماء التابعين، أن المراد أهل الكتاب وهم: المسلمون واليهود والنصارى، والمشركون غير داخلين فيه.
وثالثها: قال بعضهم: المراد لكل قوم من المسلمين وجهة أي جهة من الكعبة يصلي إليها: جنوبية أو شمالية، أو شرقية أو غربية، واحتجوا على هذا القول بوجهين.
الأول: قوله تعالى: {هُوَ مُوَلّيهَا} يعني الله موليها وتولية الله لم تحصل إلا في الكعبة، لأن ما عداها تولية الشيطان.
الثاني: أن الله تعالى عقبه بقوله: {فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ} والظاهر أن المراد من هذه الخيرات ما لكل أحد من جهة، والجهات الموصوفة بالخيرية ليست إلا جهات الكعبة.
ورابعها: قال آخرون: ولكل وجهة أي لكل واحد من الرسل وأصحاب الشرائع جهة قبلة، فقبلة المقربين: العرش، وقبلة الروحانيين: الكرسي، وقبلة الكروبيين: البيت المعمور، وقبلة الأنبياء الذين قبلك بيت المقدس، وقبلتك الكعبة. اهـ.
سؤال ما المراد بقوله: {وجهة}؟
الجواب: اختلفوا في المراد فقال الحسن: المراد المنهاج والشرع، وهو كقوله تعالى: {لّكُلّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا} [الحج: 67]، {لِكُلّ جَعَلْنَا مِنكُمْ} [المائدة: 48] {شِرْعَةً ومنهاجا} [المائدة: 48] والمراد منه أن للشرائع مصالح، فلا جرم اختلفت الشرائع بحسب اختلاف الأشخاص، وكما اختلف بحسب اختلاف الأشخاص لم يبعد أيضًا اختلافها بحسب اختلاف الزمان بالنسبة إلى شخص واحد، فلهذا صح القول بالنسخ والتغيير، وقال الباقون: المراد منه أمر القبلة، لأنه تقدم قوله تعالى: {فَوَلّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجد الحرام} [البقرة: 144] فهذه الوجهة يجب أن تكون محمولة على ذلك. اهـ.